و الصوفية هم أهل السماع الذين يتجاوبون مع الصوت الحسن و اللحن الجميل ، الباحثون عن العظة و الإعتبار و الذكرى فى كل أولئك و غيره ، ضالتهم الحكمة لا يبالون من أى وعاء خرجت و بأى إهاب اشتملت و برزت .
روى الطوسى أن ذا النون المصرى دخل بغداد ، فاجتمع إليه قوم من الصوفية و معهم قوال ، فاستأذنوه فى أن يقول شيئا ، فأذن له فى ذلك ، فأنشأ يقول :
صغير هواك عذبنى
فكيف به إذا احتنكا
و أنت جمعت فى قلبى
هوى قد كان مشتركا
أما ترثى لمكتئب
إذا ضحك الخلى بكى ؟
و كان أبو الحسن سرى السقطى ينشد هذه الأبيات :
و لما ادعيت الحب قالت كذبتنى
فما لى أرى الأعضاء منك كواسيا
فما الحب حتى يلصق الجلد بالحشا
و تذبل حتى لا تجيب المناديا
و تنحل حتى لا يبقى لك الهوى
سوى مقلة تبكى بها و تناجيا
و قال الشبلى فى مجلسه :
و عينان قال الله كونا فكانتا
فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
ثم قال لست أعنى العيون النجل ، و لكن أعنى عيون القلوب ذوات الصدور ، فطوبى لمن كان له عين فى قلبه ..
السلام عليكم و رحمة الله
شرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق