" و الإشراقيون و الهرامسة و العرفاء
يقيمون وليمة الجدل النورى
السهروردى يتنفس ملء الفضاء
و يأكل ملء الفوضى و يشرب ملء
الفيض الذى لا ينقطع " .
أ / محمد عفيفى مطر
و من الذى يستطيع أن يناقش لغة الفيوض بالعقل التحليلى البارد إنها لغة تقول لقارئها تذوق و لا تحلل ، أنظر بعينى البصيرة لا بعينى البصر، حلق على جناح خيال متدافع و سايرها ، تدرك مغزاها فى اندفاعك معها ، دون أن يكون المنطق العملى ممسكا بجموحك الشعورى ، فالمنطق العملى قشرة تسجن هواجس القلب و تجهض بذرة التجلى أما الشعور فهو مفتاح الدخول إلى ما يندر دخوله ..
" فجأة .. تلتقط الأذن إيقاع آية من القرآن مرتعشة بالصدى ، تخترق كتلة الأجساد و قشرة الأشياء ، تهدم أسوار الضجة الخرساء ، و تجعل المنفى وطنا مغسولا بمطرالفهم ، و تقلب فوضى العالم ، و تعيد ترتيب كل شيء ، و يتجسد إيقاعها أزمنة و خيوطا تحدد علاقة الأشكال و الوجوه و تعابير العيون ، كل شيء يصبح حوارا معها و جزءا من معناها الكلى ، تمتد نسيجا و قناعا و رؤية ، تصبح مفتاحا صوتيا يشق الأبواب و يكشف خبايا السرائر ، يصبح العالم صوتا و صدى بالسير فيها نفهم ، و نتعلم التحديد و التقسيم و إطلاق الأسما ."
هكذا تخيل محمد عفيفى مطر لحظة الكشف المعرفى و الشعرى على السواء و المسافة قريبة بين هذه الرؤيا و بحث الشاعر عن مخلص ، يكون مرآة له و رمزا عليه و إشارة له فى آن .
يقول :
" أرى الأرض و الطبقات القديمة
تلملم أبعادها
و شمس و أشجار و فاكهة الزمن الداخلى الحميم
تشرب منى " .
" تعدد صور الشاعر "
مقال للدكتور / جابر عصفور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق