إسم الله " القيوم " أى الدائم القيام بتدبير شئون مخلوقاته و القائم الحفيظ عليهم و هو المقيم لكل شيئ و كل شيئ قائم بأمره .
و " القيوم " هو القائم على كل نفس بما كسبت حتى تجزى بعملها فهو عالم بها لا يخفى عليه منها شيئ .
فسبحانه الحى القيوم الذى لا يموت و لا تأخذه سنة و لا نوم و الذى يعطى كل نفس ما تريد من مقومات الحياة حتى تنتهى مهمتها و تقف بين يديه .
و قد أوصى الرسول صلى الله عليه و سلم ابنته فاطمة أن تقول صباح مساء :
" يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لى شأنى كله و لا تكلنى إلى نفسى طرفة عين "
و قد اقترن إسمه تعالى " القيوم " باسمه تعالى " الحى " و ذلك تأكيدا لحقيقة هامة و هى أن الله تعالى هو الحى الذى لا يغفل عن خلقه طرفة عين و لذلك فهو يراقبهم و يحاسبهم و يرعاهم بعنايته كما أنه هو القائم بذاته و المقيم للعدل و القسط فى الأرض بحيث توزن الأعمال بدقة . يقول سبحانه و تعالى :
" شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم "
( سورة آل عمران : 18 )
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جاء الليل و عند قيامه لصلاة التهجد يقول :
" اللهم لك الحمد ، أنت رب السموات و الأرض لك الحمد أنت قيوم السموات و الأرض "
و هو " قيوم " السموات و الأرض الذى أقام عوالم ملكوت السموات و الأرض و ما فيهما من مخلوقات أوجدها و أمدها و أعدها لكل ما فيه بقاؤها و صلاحها و قيامها .
و الله تعالى هو " قيوم " الأرزاق و قيوم الحياة و قيوم الممات و هو الذى أقام العقول و الفطرة ، و أخذ الميثاق .
و قال سبحانه :
" و من آياته أن تقوم السماء و الأرض بأمره "
( سورة الروم : 25 )
يا حى يا قيوم أسألك أن تحيى قلبى بنور معرفتك ، و أن توفقنى لطاعتك و دوام ذكرك ، و أن تيسر لنا رزقنا ، و تبارك لنا فيه . اللهم نسألك أن تلطف بنا فيما قدرته علينا يا حى يا قيوم يا أرحم الراحمين ، و أن تصلح لنا آخرتنا التى إليها معادنا ، و أصلح لنا ديننا الذى هو عصمة أمرنا .
السلام عليكم و رحمة الله
شرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق