قال صاحب " المنازل " : " الزهد : هو إسقاط الرغبة عن الشيء بالكلية " . يريد بالشيء المزهود فيه : ما سوى الله ، و الإسقاط عنه : إزالته عن القلب ، و إسقاط تعلق الرغبة به .
و قوله " بالكلية " أى : بحيث لا يلتفت إليه ، و لا يتشوق إليه . و قال : " و هو للعامة : قربة ، و للمريد : ضرورة ، و للخاصة : خشية " . يعنى : أن العامة تتقرب به إلى الله ، و " القربة " ما يتقرب به المتقرب إلى محبوبه . و هو ضرورة للمريد لأنه لا يحصل له التخلى بما هو بصدده إلا بإسقاط الرغبة فيما سوى مطلوبه ، فهو مضطر إلى الزهد كضرورته إلى الطعام و الشراب .
إذا لم أترك الماء اتقاء
تركت لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على الطعام
رفعت يدى و نفسى تشتهيه
و تجتنب الأسود ورود ماء
إذا كان الكلاب يلغن فيه
" مدارج السالكين "
الإمام / شمس الدين ابن قيم الجوزية
السلام عليكم و رحمة الله
شرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق