الجمعة، 9 أبريل 2010

السؤال


راحت القافلة تخوض الصحراء ، يقودها عزيف الناى ، و دق الطبول ، و الصمت من حولها محيط ، و لا يبدو أن لشيئ نهاية . و خطر لى أن أتساءل عن الموضع الذى يحب صاحب القافلة أن يسير فيه .

سمعنى جار فقال :

فى مقدمة القافلة كما يليق بمقامه ، و لكن ماذا دعاك للسؤال ؟

و إذا بجار آخر يقول :

بل لعله فى المؤخرة ليراقب كل حركة ، ماذا يهمك من ذلك ؟

و لم أجد ما أجيب به . و ظننت أن الأمر انتهى ، و أننى سأعرف الجواب عند انتهاء الرحلة .

و لكنى وجدت الرءوس تتقارب ، و الأعين تسترق النظر إلى ، و الريبة تتفشى فى الجميع . رباه كيف أقنعهم بأننى لم أقصد سوءا . و أننى لا أقل عن أى منهم ولاء للرجل ؟

و دنا منى رجل صارم الوجه و قال لى :

"إترك القافلة و دعنا فى سلام" .

و لم أر بدا من الخروج لأجد نفسى فى خلاء مطبق و كرب مقيم .


نجيب محفوظ

" أصداء السيرة الذاتية"


السلام عليكم و رحمة الله

شرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق