
كان لى صديق خطاط و من مريدى الشيخ فرجوته أن يقدمنى إليه ، فمضى بى إلى الكهف مخترقين صحراء المماليك ، و هناك رأيته وسط صحبه يتبادلون أنخاب المناجاة الصوفية فى نشوة هادئة نقية ، فقدمنى صديقى بين يديه و لكنه استمر فيما كان فيه غير ملتفت إلى مما أضرم الحياء فى قلبى ، و لكن صديقى أخذنى من يدى و جلسنا فى آخر الصف .
و همست فى أذنه :
"الأفضل أن نذهب .."
فهمس فى أذنى :
" لقد قبل صداقتك ، و لو كان رفضك لطردك بإشارة من يده ".
و ختمت الليلة بغناء طويل جميل ، و لدى العودة سألنى صاحبى :
" ما رأيك فى المكان و أهله ؟ "
فقلت :
" دخلوا قلبى بلا وسيط ، صحبتهم ساحرة ، أصواتهم عذبة ، و المكان هادىء و رائحته زكية .."
نجيب محفوظ
" أصداء السيرة الذاتية "
السلام عليكم و رحمة الله
شرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق