الجمعة، 9 يوليو 2010

الرضا


علمتنى الحياة أن أتلقى

كل ألوانها رضا و قبولا


و رأيت الرضا يخفف أثقالى

و يلقى على المآسى سدولا


و الذى ألهم الرضا لا تراه

أبد الدهر حاسدا أو عذولا


أنا راض بكل ما كتب الله

و مزج إليه حمدا جزيلا


أنا راض بكل صنف من الناس

لئيما ألفيته أو نبيلا


لست أخشى من اللئيم أذاه

لا ، و لن أسأل النبيل فتيلا


فسح الله فى فؤادى فلا أرضى

من الحب و الوداد بديلا


فى فؤادى لكل ضيف مكان

فكن الضيف مؤنسا أو ثقيلا


ضل من يحسب الرضا عن هوان

أو يراه على النفاق دليلا


فالرضا نعمة من الله لم يسعد

بها فى العباد إلا القليلا


و الرضا آية البراءة و الإيمان

بالله ناصرا و وكيلا


علمتنى الحياة أن لها طعمين

مرا و سائغا معسولا


فتعودت حالتيها قريرا

و ألفت التغيير و التبديلا


أيها الناس كلنا شارب الكأسين

إن علقما و إن سلسبيلا


أكثر الناس يحكمون على الناس

و هيهات أن يكونوا عدولا


فلكم لقبوا البخيل كريما

و لكم لقبوا الكريم بخيلا


و لكم أعطوا الملح فأغنوا

و لكم أهملوا العفيف الخجولا


رب عذراء حرة وصموها

و بغى قد صوروها بتولا


علمتنى الحياة أنى إن عشت

لنفسى أعش حقيرا هزيلا


علمتنى الحياة أنى مهما

أتعلم فلا أزال جهولا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق