الجمعة، 23 أكتوبر 2009

من أحوال الصوفية : القبض و البسط




الحال عند الصوفية : ما يرد على ا لقلب من حزن و فرح ، أو قبض و بسط، و الأحوال مواهب، تأتى من عين الجود، و المقامات مكاسب، نحصل عليها ببذل المجهود.



و يقال إن أول من تكلم عن علوم التوحيد و المقامات أبو الحسن السرى السقطى، ببغداد. كما كان أول من تكلم فى اصطلاحات الصوفية، من صفاء الذكر، و جمع الهمة، و المحبة و العشق و القرب و الأنس، أبو حمزة محمد بن إبراهيم الصدفى البغدادى.



و من الإصطلاحات الصوفية، التى أثرت فى مجرى التصوف إلى حد بعيد، مصطلح "السكر" الذى وضعه "طيفور" البسطامى، كما ظهر مصطلح "الفناء" على يد أبى سعيد الحزاز و كان تلميذا لذى النون المصرى. أما مذهب الملامتية فقد ظهر على يد حمدون القصار.


ينطلق جمهور الصوفية فى تقرير حالى القبض و البسط من قوله تعالى : "و الله يقبض و يبسط" و هو جزء من الآية الكريمة الخامسة و الأربعين بعد المائتين من سورة البقرة. إن مفهوم حالى القبض و البسط لدى الصوفية يتصل بالمعانى الداخلية للسائرين فى طريق الحق. و قد عرف "القشيرى" هذين الحالين و هو من أوائل من تكلم فى هذه القضية فقال: "و اعلم أن القبض و البسط فى اصطلاح أهل المعرفة عبارة عن غلبة الخوف و الرجاء على العبد، فمن غلب على قلبه الخوف، كان من أهل القبض، و من غلب على قلبه الرجاء كان من أهل البسط".

و يربط الصوفية هنا بين هذين الحالين و بين الصفات الإلهية - صفات الجلال و الكمال - و يرون أن تجلى صفات الجلال على قلب السائر إلى الله تعالى، هو الذى يولد لديه حال القبض، و أن تجلى صفات الجمال هو الذى يولد لديه حال البسط، يقول القشيرى : "فإذا كاشف الله عبدا بنعت جلاله قبضه، و إذا كاشفه بنعت جماله بسطه".
السلام عليكم و رحمة الله
شرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق