الخميس، 7 يناير 2010

الفراغ


نبه النبى صلى الله عليه و سلم إلى غفلة الألوف عما وهبوا من نعمة العافية و الوقت فقال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، و الفراغ ".

يقول الله عز و جل: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون ( 115 ) فتعالى الله الملك الحق " ( سورة المؤمنون : 115 ، 116 ). إن الحياة خلقت بالحق ، الأرض و السماء و ما بينهما. و الإنسان فى هذا العالم يجب أن يتعرف هذا الحق و أن يعيش به.

و من أصدق ما رواه " الشافعى " فى أسس التربية هذه الكلمة الرائعة : " إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل ".

و هذا صحيح ؛ فإن النفس لا تهدأ. إذا لم تدر فى حركة سريعة من مشروعات الخير و الإنتاج المنظم لم تلبث أن تنهبها الأفكار الطائشة ، و أن تلفها فى دوامة من الترهات. و أفضل ما تصون به حياة إنسان أن ترسم له منهاجا يستغرق أوقاته.

لقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو : " يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ".

و كان يقول : " اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلنى إلى نفسى طرفة عين ، و أصلح لى شأنى كله ، لا إله إلا أنت ".

إن الحق إذا استنفد ما لدى الإنسان من طاقة مختزنة لم يجد الباطل بقية يستمد منها. و ذلك قريب من قوله سبحانه و تعالى : " ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه " ( سورة الأحزاب : 4 ).

و يروى عن عمر بن الخطاب أنه قال : إنى لأرى الرجل فيعجبنى ، فإذا سألت عنه فقيل : لا حرفة له ، سقط من عينى .

و فى الحديث : " إن الله يحب المؤمن المحترف ".
السلام عليكم و رحمة الله
شرين

هناك تعليقان (2):

  1. إن اهتماماتُنا وتطلُّعاتنا وتفكيرنا تعكس منهجنا في الحياة، والطريق الذي نسير فيه، أو نود أن نسير فيه، وهو بعد ذلك يُعطي قيمة لحياتنا، ويعكس قيمتنا في الحياة، فإن غابت لدينا الأهداف أو أصبحت أمانينا وغاياتنا هامشية، فحينها يتكون أول وأخطر الأسباب لتلك المشكلة التي يعاني منها الشباب، ألا وهي مشكلة الفراغ
    ولهذا أتت تحذيرات الشافعي رحمه الله، تهتف في أذن كل شاب أنه إن لم يضع لنفسه هدفًا قيمًا وغاية نبيلة يسعى لتحقيقها في هذه الحياة، فستضع له الحياة أهدافًا ولكنها الأهداف التي تورث الندم، فقال: (نفسك إن أشغلتها بالحق، وإلا شغلتك بالباطل)
    أما ذلك الذي يتمتع برؤية واضحة لحياته من خلال هدف جلي لا يفارق ناظريه، حتى أنه يعد كل يوم ما سيفعله بإذن الله في اليوم الذي لا يليه، فأنى للفراغ أن ينال منه،
    وهنا لابد وأن نبين أن للتنشئة أثر كبير في توجيه الشباب نحو العادات المختلفة، فلاشك أن البيت الذي تسود فيه ثقافة احترام الوقت، وتحمل المسئولية وتقدير العمر، يختلف اختلافًا بينًا عن هذا الذي لا يحترم الوقت ويتربى الشاب فيه منذ طفولته، على ألا يلقى للوقت أهمية

    Mahmoud Momtaz

    ردحذف
  2. شكرا يا أخى الكريم على المشاركة الغالية و فى انتظار المزيد قريبا إن شاء الله..
    أختكم شرين

    ردحذف