السبت، 9 يناير 2010

بالحق أنزلناه و بالحق نزل


الإسلام أداة لتنظيم الأفكار على نحو معين ، كما تنظم المقدمات لتنتج الصواب و تقرر الحق. ذاك فى المجال العقلى ، أما فى المجال النفسى و الاجتماعى فهو أداة لتنظيم المشاعر و العواطف على نحو ينشئ الفضيلة ، و يدعم الأخوة ، أو على نحو ينفى الرذيلة ، و يمحق الأثرة.

يقول سبحانه و تعالى : " يبين الله لكم أن تضلوا و الله بكل شيئ عليم " ( سورة النساء : 176 )

و " كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تهتدون " ( سورة آل عمران : 103 )

و هذه الهداية فى مجالات النظر و التفكير و الأدب و المعاملة هى النتيجة المنشودة من وراء العبادات المقررة .

فليست الغاية من الطاعات مباشرة رسومها الظاهرة ، و اعتياد أشكالها ، و تقمص صورها. كلا ، بل الغاية منها أن تزيد حدة العقل فى إدراك الحق ، و ارتياد أقرب الطرق إليه ، و أن تمكن الإنسان من ضبط أهوائه ، و إحسان السير فى الحياة بعيدا عن الدنايا و المظالم.

و تأمل قول الله عز و جل : " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله و اليوم الآخر و أقام الصلاة و ءاتى الزكاة و لم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين " ( سورة التوبة : 18 ). إن الإيمان بالله و اليوم الآخر ، و فرائض الصلاة و الزكاة آشعة تتجمع فى حياة الإنسان لتسدد خطوه و تلهمه رشده ، و تجعله فى الوجود موصولا بالحق لا يتنكر له ، و لا يزيغ عنه. و الذين لا يستفيدون من صلتهم بالله هذا الضياء الكاشف ، و هذه الهداية الكريمة فلا خير فى عباداتهم ، و لا أثر لصلاتهم و زكاتهم. و هذا سر التعبير الذى ختمت الآية به : " عسى أولئك أن يكونوا من المهتدين "


السلام عليكم و رحمة الله

شرين

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمه الله ......
    بالفعل كم نحتاج اليوم لفهم الاسلام بالشكل الصحيح (الجوهر)وليس الاهتمام بالظاهر فقط والاخير هو للاسف المنتشر بكثره فى ايامنا الحاليه.
    فالمعنى العام لكلمة (الإسلام) هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله. أي تسليم كامل من الإنسان لله في كل شؤون الحياة.حيث ان الاسلام يسعى لرفع الذل عن الناس ومنع خضوعهم لغير الله ويرى أن أكبر مهانة يتعرض لها الفرد عندما يعبد حجرا أو شجرا أو حيوانا أو يخضع ويذل لبشر حي أو ميت فمنع الناس أن يتخذوا الأحبار والرهبان والعلماء والأولياء أربابا من دون الله وسعى لرفع الظلم الذي يفرضه بعض الناس على الضعفاء وتصدى لذلك في وضوح تام في قول الله في القرآن: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} وقوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}

    كما ان المسلمون يعتبروا الآية الكريمه{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
    والآية{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} أساسا في التعامل مع غير المسلمين. والقرآن الكريم يحوي تعليمات لاحترام الأديان الأخرى. فالقرآن يحترم الديانة اليهودية والمسيحية باعتبارهم يتبعون ديانات سماويه.ولا يفرق بين احد من البشر فكل البشر خلقهم الله عز وجل وهو من سيحاسب الكل يوم القيامه سبحانه وتعالى

    Mahmoud Momtaz

    ردحذف
  2. شكرا يا صديقى الجميل..حفظك الله.

    ردحذف