الجمعة، 22 يناير 2010

أن لا نخادع الله


قال الفقيه أبو الليث السمرقندى رحمه الله : أخبرنى الثقة بإسناده عن جبلة اليحصبى قال : كنا فى غزوة مع عبد الملك بن مروان فصحبنا رجل مسهار ( صيغة مبالغة من سهر ) لا ينام من الليل إلا أقله ، فمكثنا أياما لا نعرفه ، ثم عرفناه ، فإذا هو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم - و كان فيما حدثنا - أن قائلا من المسلمين قال : يا رسول الله فيم النجاة غدا ؟ قال : أن لا نخادع الله ، قال : و كيف نخادع الله ، قال : أن تعمل بما أمرك الله و تريد به غير وجه الله ، و اتقوا الرياء فإنه الشرك بالله ، و إن المرائى ينادى يوم القيامة على رءوس الخلائق بأربعة أشياء : يا كافر ، يا فاجر ، يا غادر ، يا خاسر ، ضل عملك و بطل أجرك فلا خلاق ( نصيب ) لك اليوم ، فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع . قال : قلت له ، بالله الذى لا إله إلا هو أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : و الله الذى لا إله إلا هو سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أن أكون أخطأت شيئا لم أكن أتعمده ، ثم قرأ : " إن المنافقين يخادعون الله و هو خادعهم " ( سورة النساء : 142 ).

من أراد أن يجد ثواب عمله فى الآخرة ينبغى له أن يكون عمله خالصا لله تعالى بغير رياء ، ثم ينسى ذلك العمل لكيلا يبطله العجب ، لأنه يقال : حفظ الطاعة أشد من فعلها .


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق